جستجوي پيشرفته | کتابخانه مجازی الفبا

علق الدکتور عبد السلام راجح عضو مجلس الشعب السوری علی الفتوی التی أصدرها قائد الجمهوریة الاسلامیة ایة الله السید الخامنئی بتحریم الإساءة إلی أزواج النبی (ص) أمهات المؤمنین ورموز أهل السنة وقال: لیهنأ عالمنا الإسلامی بوجود حکماء عظماء کسماحة السید علی الخامنئی حفظه الله، خاصة وأنه حث الأمة الإسلامیة علی وحدة الصف ووحدة الکلمة مشیرا الی أنها وُصفت فی کتاب الله (وإن هذه أمتکم أمة واحدة) وکون هذه الفتوی عنواناً للُّحمة بین أبناء الإسلام قاطبة لا فرق بین عربی وأعجمی ولا أسود ولا أبیض ولا بین أتباع مذهب وآخر، إن الأمة الإسلامیة هی أمة الإله الواحد والنبی الواحد والقرآن الواحد.

لقد بات واضحا للجمیع أن الإمام علی (ع) لم یقتصر فی فکره و منهجه علی مسألة دون غیرها فی کتابه "نهج البلاغة"، بل شمل مختلف الأمور التی یحتاجها المجتمع الإسلامی من العقیدة إلی التشریع إلی تقویم السلوکیات وصولا إلی بناء الدولة العادلة الحقة، و منه موضوع الوحدة الإسلامیة التی باتت الیوم الشغل الشاغل للمسلمین فی کل مکان من هذا العالم لاسیما فی لبنان. وهذا من أولویاتنا نحن فی تجمع العلماء المسلمین و نعمل علیه منذ قرابة ربع قرن من الزمان، و ینبغی أن یکون هما لجمیع المسلمین و الشرفاء فی العالم، لذا حاولت أن أختصر قدر الإمکان فی هذا الموضوع لکنی فوجئت بالمادة الوفیرة والغزیرة التی یتضمنها نهج البلاغة و علیه لا یمکن لأی باحث أو مطالع أن یحصر الموضوع بدقائق، بل الأمر یحتاج إلی ندوات متعددة وتفصیلیة و مع ذلک سأقدم بحثا مختصرا یفی بالغرض.

مقدمة:الإسلام هو «الحیاة»: C یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ اسْتَجِیبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاکُم لِمَا یُحْیِیکُمْ B والحیاة هنا هی حرکة الإنسان علی طریق تکامله لانتاج حضارة. ومن هنا نری الارتباط الوثیق بین الحیاة والحضارة.الجسم الحی مترابط عضویًا: «إذا اشتکی منه عضو تداعی له سائر الجسد بالسهر والحمی» وإذا فقد الحیاة فقد أیضًا هذا الارتباط العضوی، ولو أخذنا معادلة ارتباط الحضارة بالحیاة لأمکننا القول، إن المجتمع المتحضّر مترابط عضویًا، رغم ما بین الأعضاء من اختلاف وهذه هی الحالة المذهبیة، والمجتمع المتخلف حضاریًا مفکک مجزأ، وهذه هی الحالة الطائفیة.التخلّف الحضاری أکبر ظاهرة تهیمن علی حیاتنا الإسلامیة المعاصرة، وکل ما نشهده من مظاهر سلبیة یعود إلی هذه الظاهرة، وکثیرة من المعالجات لمشاکلنا تذهب هدرًا بسبب عدم إعادتها إلی جذورها الحضاریة.

یشهد المجتمع الإنسانی فی العصر الحدیث ألوانا من التضامن البشری والروابط الإنسانیة مادامت هناک مشاعل إنسانیة متوهجة من المصلحین تنیر الطریق، و بأفکار هؤلاء استطاع دعاة الحریة أن یؤثروا فی بث و نشر العقائد الحقة بین الناس و شرحها لهم علی الوجة المناسب والقیام باستئصال ما رسخ فی عقول العوام من خرافات و أوهام. و من أولئک الدعاة والمصلحین والمفکرین والواعین الثائرین الذین أثروا فی توجیة الحرکات الحرة والحرکات الدستوریة التی قامت فی الدول الإسلامیة أبان العهود السالفة، والنهضة الاجتماعیة و مکافحة الاستعمار السید جمال الدین الأسد آبادی الشهیر بالأفغانی رائد حرکة الإصلاح فی العصر الحدیث. لقد کرس کل جهودة و نشاطاتة فی سبیل توعیة الشعوب الشرقیة وزرعة بذور الحریة فی أفکارها.

أودّ فی هذا المقال أن أقف عند موضوع «الشعائر» وما یمکن أن ننطلق منها فی عملیة خلق الانسجام بین المسلمین.الارتباط بین الشعائر والشعور والمشاعر فی الجذر اللغوی واضح، ویوحی ـ والله أعلم ـ بأن شعائر الله تعمّق شعور الإنسان بالارتباط بالله.ولاشک أن هذا الشعور هو الأساس الذی تبتنی علیه علاقات الإنسان بالله وبأخیه الإنسان، وهو القاعدة التی تخلق الانسجام بین أبناء الأمة المسلمة فی عقیدتها وتحرکها وأهدافها وعلاقاتها الداخلیة والخارجیة.

4- إن العذاب فی الدارین نتیجة لحرکتهم المعاندة لله ورسوله مما یؤهلهم لعذاب الله الشدید.5- ان کل لوازم الحصار وما یسببه من قطع شجرة أو نبتة أو بقائها قائمة بجذورها، فهو بإذن الله وقضائه لأنه سبب لخزی هؤلاء الفاسقین الخارجین علی العهد.7،6- ولما کان الجلاء نتیجة الرعب دون أن یقوم المسلمون بإرکاض خیلهم أو جمالهم فإن الغنیمة هنا لیست للمسلمین وإنما یوکل أمرها إلی الرسول باعتبارها من الفیء (وحکمه عام) حیث یعود إلی الله والرسول وقرابة الرسول والیتامی والمساکین وابن السبیل وهو حکم إسلامی یهدف إلی أن لا یتداول المال فی المجتمع الإسلامی بین الأغنیاء خاصة بل یتسع لیشمل کل المجتمع ویوجد التوازن فیه، وهو إضاءة قرآنیة اقتصادیة رائعة، وقد قسم الرسول هذا الفیء بین المهاجرین ونفر من الأنصار وفق ما رآه من المصلحة. ومن الطبیعی أن یطیع المسلمون الرسول فی کل ما آتاهم به وینتهوا عما نهاهم عنه فإن ذلک مقتضی التقوی والإیمان.

قال تعالی: Cاللهُ نُورُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض مَثَلُ نُوره کمشْکاة فیهَا مصْبَاحٌ الْمصْبَاحُ فی زُجَاجَة الزُّجَاجَةُ کأَنَّهَا کوْکبٌ دُرّیٌّ یُوقَدُ من شَجَرَة مُّبَارَکة زَیْتُونة لَّا شَرْقیَّة وَلَا غَرْبیَّة یَکادُ زَیْتُهَا یُضیءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَی نُور یَهْدی اللهُ لنُوره مَن یَشَاء وَیَضْربُ اللهُ الْأَمْثَالَ للنَّاس وَاللهُ بکلّ شَیْء عَلیمٌB(1).وقال تعالی:C وَالَّذینَ کفَرُوا أَعْمَالُهُمْ کسَرَاب بقیعَة یَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّی إذَا جَاءَهُ لَمْ یَجدْهُ شَیْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عنْدَهُ فَوَفَّاهُ حسَابَهُ وَاللَّهُ سَریعُ الْحسَاب. أَوْ کظُلُمَات فی بَحْر لُجّیّ یَغْشَاهُ مَوْجٌ منْ فَوْقه مَوْجٌ منْ فَوْقه سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض إذَا أَخْرَجَ یَدَهُ لَمْ یَکدْ یَرَاهَا وَمَنْ لَمْ یَجْعَل اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ منْ نُورB(2).

للموضوع أهمیة:1- ثقافة التقریب: لم یعد التقریب بین المذاهب الإسلامیة حالة غریبة ولیس بمقدور أحد ان یدفعها عن الواقع الحیاتی للمسلمین، فالتقریب یمکنه ان ینتظم تحت عنوان: (علم التقریب) ولهذا العلم أسس ورکائز وموضوعات وشخوص وآلیات وسبل وغایات واهداف وما دام هکذا فلابد ان تترشح عن مجموع تلک المفردات الاساسیة فی هذا العلم ثقافة نعبر عنها بثقافة التقریب. وبسهولة یمکننا ان نقول: هذا الخطیب أو تلک المؤسسة أو ذلک الکتاب لیس فیها ثقافة تقریبیة أو العکس، لذا جاء التأشیر ضروریاً علی هذه المفردة فی الخطاب الدینی المعاصر.