جستجوي پيشرفته | کتابخانه مجازی الفبا

الوحدة الاسلامیة برغم انها فریضة شرعیة بنصوص الکتاب والسنة فان ظروف العصر ومقتضیات المصلحة تجعل الوحدة ایضا ضرورة سیاسیة وحتمیة واقعیة، وللدخول فی التفاصیل بشکل أدق فإنه یتعین تحریر المصطلح من حیث البناء اللغوی ومن حیث طبیعة المصطلح الشرعی، ثم ندلف الی المعنی السیاسی انطلاقا من القاعدة الاصولیة التی تقول ما لم یتم الواجب إلا به فهو الواجب، اذن فالوحدة من المنظور الشرعی أسس لها النص القرآنی کما أسس لها الواقع النبوی، فالقرآن حدد ملامح الوحدة بوضوح لایقبل أی شک، ففی قوله تعالی: «واعتصموا بحبل الله جمیعا ولا تفرقوا» وقوله تعالی: «ولتکن منکم أمة یدعون إلی الخیر ویأمرون بالمعروف وینهون عن المنکر» أما السنة النبویة فقد حثت علی الوحدة بقوله (ص): «المؤمن للمؤمن کالبنیان المرصوص یشد بعضه بعضا» وقوله (ص): «إنما یأکل الذیب من الغنم القاصیة» أی البعیدة المفارقة للامة الموحدة، وهذه الوحدة تتأسس علی سنن الله فی الکون التی تقضی بضرورة الاختلاف والتنوع فی اللون والجنس والعقیدة والتفکیر والمذهب، حیث خلق الله سبحانه وتعالی الناس مختلفین فی الجنس واللون واللغة والثقافة والعادات والتقالید «یاأیها الناس إنا خلقناکم من ذکر وانثی وجعلناکم شعوبا وقبایل لتعارفوا إن اکرمکم عند الله اتقاکم».

یهتم هذا البحث بأمر حیوی، یساعد البلدان الإسلامیة المعاصرة علی التوفیق بین المدارس الفقهیة السایدة فیها. فبالرغم من أن الناس ینظرون إلی أن المذاهب الإسلامیة مستقلة عن بعضها، فإن التأمل فی وضع هذه المذاهب، یؤکد حقیقة أنها کانت مدارس تشرح الشریعة الإسلامیة، کل منها اختص بجزء من إقلیم الدولة الإسلامیة الشاسعة. ولم یکن هذا الاختصاص متعمدا، وإنما فرضته الظروف، حیث ظهر فقهاء فی هذه الأقالیم أنشأوا هذه المدارس، فاشتهرت بأسماء أیمتها، ولم تکن وسایل الاتصال والتواصل آنذاک کما هی الیوم سهلة وسریعة، وکان ذلک سببا رییسا فی أن التاریخ لم یجمع هذه المدارس فی مدرسة واحدة کبری یطلق علیها مدرسة الفقه الإسلامی.

ذکر الأستاذ الدکتور داود بکر من مالیزیا أن: النظام التقلیدی مبتن علی جعل النقود سلعة لها قیمة مالیة، أما المؤسسات الإسلامیة فتبنی علی جعل النقود وسیلة للمعاوضة بین الأموال والمنافع، وأساسا فی الربح والخسارة للمشارکة. وذکر أن أول عقد فی المصارف الإسلامیة کان هو المرابحة للآمر بالشراء و هو یواجه بعض التحدیات فقد صار المصرف مشتریا من المصدر وبائعا للعمیل، بدلا من اقراض العمیل لیشتری السلعة، فثارت أسیلة من قبل: هل للمؤسسة الإسلامیة شراء العقارات مثلا وبیعها فی السوق بسعر أعلی وهل تترتب تکلفة أو ضرائب (طوابع) علی الشراء والبیع وفق القوانین الضریبیة لتصلح لنظر المحاکم، وکذلک فقد تضطر المؤسسة للحصول علی تمویل إسلامی من غیرها او من البنک المرکزی لتوفیر السیولة، وکل ذلک یثیر تحدیات رقابیة وقانونیة.

عن ابی عبدالله قال: قال امیرالمؤمنین (ع): أحب الاعمال إلى الله فی الارض الدعاء وافضل العبادة العفاف، قال: وکان امیرالمؤمنین (ع) رجلا دعاء.مقدمة:ان الدعاء حلقة الوصل بین العبد وربه متى افتقدها أو أغفلها فقد تاه فی أزقة الضلال الملتویة، لایمکنه الخروج منها الا باستعادتها بلطف من الله وارادة وتصمیم من العبد.