جستجوي پيشرفته | کتابخانه مجازی الفبا

نحن فی زمن تسعی الأمة الإسلامیة فیه لاستعادة هویتها المنسیة فی کثیر من البلاد الإسلامیة، ولایمکن لها ان تتغافل صعوبة تحقیق الهدف المبتغی فی ظل الظروف السیاسیة والثقافیة والاقتصادیة الحاکمة فی عالمنا المعاصر. قد یکون واضحاً للجمیع بأن الانطلاق والوصول الی الاهداف المرسومة فی کل حرکة تغییریة یواجه تحدیات تتناسب مع حجم وعظمة الانطلاقة التغییریة واستدامتها.صحیح ان التحدیات التی امامنا تنذر بخطورة کبیرة تدلل علی عجز المجتمع الإسلامی لمواجهتها، لکن الوضع العام یدلنا علی دروب مضیئة تسهل لنا التغلب علی الموانع الحقیقیة والوهمیة التی تقف حجر عثرة فی طریق الانتصار، فالصحوة الإسلامیة فی البلاد الإسلامیة ونمو الحرکة العقلانیة والدینیة واستعادة روح الحضارة الإسلامیة فی اوساط مجتمعنا، أو میل عامة البشریة نحو الدین والاخلاق والامور الروحیة بعد شعورهم بسلبیات عواقب الابتعاد عن القیم الإنسانیة، والشعور بضرورة الوحدة فیما بین أبناء الأمة الإسلامیة علی مختلف المستویات الثقافیة والاجتماعیة والاقتصادیة ...

یهتم هذا البحث بأمر حیوی، یساعد البلدان الإسلامیة المعاصرة علی التوفیق بین المدارس الفقهیة السایدة فیها. فبالرغم من أن الناس ینظرون إلی أن المذاهب الإسلامیة مستقلة عن بعضها، فإن التأمل فی وضع هذه المذاهب، یؤکد حقیقة أنها کانت مدارس تشرح الشریعة الإسلامیة، کل منها اختص بجزء من إقلیم الدولة الإسلامیة الشاسعة. ولم یکن هذا الاختصاص متعمدا، وإنما فرضته الظروف، حیث ظهر فقهاء فی هذه الأقالیم أنشأوا هذه المدارس، فاشتهرت بأسماء أیمتها، ولم تکن وسایل الاتصال والتواصل آنذاک کما هی الیوم سهلة وسریعة، وکان ذلک سببا رییسا فی أن التاریخ لم یجمع هذه المدارس فی مدرسة واحدة کبری یطلق علیها مدرسة الفقه الإسلامی.

المقدمة:بسم الله الرحمن الرحیمالحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی سیدنا محمد رسول الحق الی کافة الخلق، وغمام الرحمة، الصادق، والحائز فی میدان اصطفاء الرحمن قصب الس بق، خاتم الأنبیاء، ونبی الهدی، الذی طهر قلبه وغفر ذنبه وختم به الرسالة ربّه، خیر من وطئ الثری، من لو حازت الشمس بعض کماله ما عدمت إشراقاً، أو کان للآباء رحمة قلبه لذابت نفوسهم إشفاقاً، وعلی آله وصحبه وسلم.

بسم الله الرحمن الرحیمالحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی سیدنا محمد وعلی آله الطیبین الطاهرین وصحبه الغر المیامین، ومن تبعهم بإحسان إلی یوم الدین. أما بعد؛فإن أمتنا الیوم تعانی جملة من الإشکالیات الفکریة النظریة والحیاتیة العملیة، بالإضافة إلی کثرة ما حدث فی هذا العصر من نوازل ووقائع مستجدة تلامس عموم الأمة، ویطال تأثیرها سواد المسلمین، ولیس هناک من سبیل سوی اعتماد الجماعیة الاجتهادیة القائمة علی عمل الخبراء واستنباط الفقهاء، مع الاستئناس بالعلوم والمعارف العصریة، وبذلک یکون الاجتهاد ملبیا لاحتیاجات الأمة، وعصمة للفتاوی عن الزلل، وصیانة للفکر عن الزیغ، وتأکیدا علی التلازم المتقن بین التخصصات المختلفة.وهذا هو موضوع هذه الورقة والتی جاءت بعنوان: (الاجتهاد الجماعی وأهمیته فی العصر الحاضر)، وقد جعلتها فی أربعة مباحث وخاتمة:

ولد سماحة العلامة السیدعلی فضل الله فی النجف الاشرف عام 1959م. فی بیت العلم و التقوی و هو ابن المرجع الراحل السید محمد حسین فضل الله (رحمه الله) یحمل اجازة فی الدراسات الحوزویة و الاعلام و الحقوق وله دراسات عدیدة فی المجالات المذکورة و یتصدی لرئاسة جمعیة المبرات الخیریة و جمعیة اسرة التآخی، و مجلس امناء مؤسسات سماحة المرجع الراحل السیدمحمد حسین فضل الله (رض) و عضو مجلس امناء الاتحاد العالمی لعلماء المسلمین و عضو المجلس المرکزی لتجمع العلماء المسلمین و عضو المجلس الأعلی بالمجمع العالمی لاهل البیت والمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة.

عرف الناس عبر التاریخ العربی والإسلامی دور المؤسسات الدینیة فی دفع جماهیر الأمة لاتخاذ موقف ما تجاه الأخطار الداخلیة أو الخارجیة التی واجهها العالم الاسلامی برمته.الحدیث هنا عن دور هذه المؤسسات فی أهم قضیة. بالنسبة للعالم العربی والاسلامی وهی قضیة فلسطین اولا، و کیف کان دور هذه المؤسسات الی یومنا هذا، وماذا عن المرجعیات الدینیة والمفکرین الاسلامیین تجاه هذه القضیة. حول هذا الموضوع حاورنا الدکتور حسن مصطفی الباش أستاذ علم الأدیان المقارن وتاریخ القدس الشریف.