چکیده :
لم تقتصر عناية المسلمين بالأسانيد على حفظها , وضبطها , بل نظروا
في رجال تلک الأسانيد , وتکلموا فيهم جرحا وتعديلا , ليعرف المقبول
منهم من المتروک , فمن کان منهم مقبولا قُبِلَ حديثه , ومن کان منهم
متروکا رُدَّ حديثه , ومن أولئک الحفاظ الذين تکلموا في الرجال الحافظ
أبو الفضل السليماني رحمه الله تعالى , وقد رمى عددا غير قليل من
الثقات بأنواع مختلفة من البدع , فمنهم من رماه بالإرجاء , ومنهم من
رماه بالتشيع أو الرفض , ومنهم من رماه بالقدر , وفيهم جماعة لا تثبت
عنهم بدعة , فجمعت هؤلاء الثقات , في هذا البحث , ثم ذکرت کلام
السليماني فيهم , ثم ترجمت لکل راو ترجمة بينت فيها درجته , ثم بينت
صحة أو خطأ السليماني فيما نسبه لکل راو من بدعة , ومما شد من
عزمي أن الحافظ شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى قال : رأيت
, ) للسليماني کتابا فيه حط على کبار , فلا يسمع منه ما شذ فيه ) 1
وبعض الثقات الذين أدخلهم السليماني في عداد المبتدعة , لا تثبت عنهم
بدعة , فرأيت أن من الواجب علي أن أذب عن أولئک الأئمة الحفاظ الذين
رماهم السليماني ببدعة , وليسوا من المبتدعة , وأبين أن الحق فيهم
أنهم في عداد أهل السنة , وأما من عداهم من الثقات الذين زلوا في
آرائهم , وسلکوا سبيل أهل البدع فيما اعتقدوه , فأبين صواب السليماني
فيما رماهم به من بدعة , وبالله التوفيق .